في خطوة أثارت جدلاً واسعًا في الأوساط المالية والتقنية، وجّه مجلس إدارة شركة تسلا Tesla نداءً صريحًا إلى المساهمين مفاده: "وافقوا على مكافأة إيلون ماسك أو استعدوا لخسارته!"
تأتي هذه الدعوة قبل التصويت المرتقب على خطة تعويض ضخمة تُقدّر بما قد يصل إلى 878 مليار دولار أمريكي من الأسهم، وهي واحدة من أضخم حزم المكافآت في تاريخ الشركات العالمية.
ما الذي تطلبه تسلا؟
يطلب المجلس من المساهمين تجديد الموافقة على خطة مكافأة إيلون ماسك التي تربط حصوله على الأسهم بتحقيق أهداف أداء مالية وسوقية صارمة، تشمل نمو أرباح الشركة وقيمتها السوقية إلى مستويات غير مسبوقة.
ويرى مجلس الإدارة أن ماسك هو القائد الوحيد القادر على دفع تسلا إلى المستقبل، خصوصًا مع مشاريعها في السيارات ذاتية القيادة، والروبوتات، والطاقة الذكية.
لماذا التهديد بالرحيل؟
صرّح مجلس الإدارة بأن رفض المساهمين للخطة سيُعرّض تسلا لخطر فقدان ماسك، ما قد يؤدي إلى تراجع قيمتها السوقية واضطراب ثقة المستثمرين.
وقال رئيس المجلس في رسالة للمساهمين:
"إن رحيل ماسك سيكون خسارة فادحة لتسلا، فهو قلب الشركة وعقلها المبتكر."
معارضة قوية من المستثمرين
لكن هذه الخطوة لم تمرّ بهدوء، إذ أعلن عدد من صناديق الاستثمار الكبرى، مثل صندوق الثروة السيادي النرويجي، رفضهم للمقترح، واعتبروا أن المكافأة “مفرطة وغير متناسبة مع الحوكمة السليمة”.
ويرى المعارضون أن ربط مصير الشركة بشخص واحد يحمل خطرًا كبيرًا، ويقلّل من استقلالية المجلس.
ماذا يعني ذلك لمستقبل تسلا؟
يُنظر إلى التصويت القادم على أنه أكثر من مجرد موافقة مالية؛ فهو في الواقع تصويت على ثقة المساهمين في استمرار ماسك بقيادة الشركة.
فإن وافقوا، سيحصل ماسك على حزمة ضخمة من الأسهم إذا حققت تسلا أهدافها الكبرى،
أما إذا رُفضت، فقد تواجه الشركة ارتدادات عنيفة في السوق وربما نزيفًا في قيمتها السوقية.
الخلاصة:
بين من يرى في ماسك عبقريًا لا يُعوّض، ومن يراه خطرًا على توازن السلطة في الشركة، تقف تسلا أمام لحظة حاسمة في تاريخها.
الأسابيع المقبلة ستُظهر إن كانت العبقرية الفردية ما زالت تتفوّق على الحوكمة المؤسسية... أم العكس.

تعليقات
إرسال تعليق