شباب في الشارع وصوت جديد للاحتجاج
منذ السبت، تشهد عدة مدن مغربية مظاهرات واسعة يقودها جيل Z، الذين نظموا أنفسهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحت راية "GenZ 212". خرج الآلاف إلى الشوارع من الرباط إلى مراكش، رافعين شعارات تدين ما يعتبرونه "أولويات خاطئة" للحكومة.
التوتر تصاعد مساء الثلاثاء بعد اندلاع مواجهات مع قوات الأمن في إنزكان، بني ملال وأوجدة، ما أسفر عن اعتقالات بالعشرات بينهم قاصرون.
من المستشفيات إلى الملاعب: شرارة الغضب
الشرارة جاءت بعد وفاة ثماني نساء حوامل في مستشفى عمومي بأكادير نتيجة نقص الرعاية، وهو ما فجّر غضبًا عارمًا. في المقابل، أعلنت الدولة استثمارات ضخمة تقدر بـ أكثر من 14 مليار درهم في الملاعب استعدادًا لكأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030.
"الملاعب تُبنى، لكن أين المستشفيات؟" يصرخ المحتجون، في تلخيص لمفارقة صادمة بين أولوية الرياضة وأزمة الصحة والتعليم.
من هم "GenZ 212"؟
الحركة وُلدت بشكل عفوي على منصة Discord، وتحولت بسرعة إلى فضاء يضم أكثر من 120 ألف عضو يناقشون قضايا الصحة، التعليم، والفساد.
شعارهم: "الكرامة والحقوق المشروعة لكل مواطن".
ورغم بقائهم مجهولي الهوية، يؤكدون أنهم يتحركون "بدافع حب الوطن والملك".
بطالة وفساد: هموم جيل بأكملهتأتي هذه التعبئة في سياق أزمة بطالة خانقة؛ إذ بلغ معدل البطالة 36,7% بين الشباب وقرابة 20% بين النساء والخريجين. ومع ارتفاع تكاليف المعيشة، يشعر كثير من الشباب بانعدام الأفق رغم الشهادات الجامعية.
الفساد يمثل بدوره محورًا أساسيًا لغضب الشارع، حيث يردد المتظاهرون: "الشعب يريد إسقاط الفساد"، في ظل قيود جديدة تحد من قدرة الجمعيات على كشف التجاوزات.
ارتدادات سياسية وأفق مفتوح
رغم إعلان الحركة نفسها غير حزبية، وجدت دعمًا من أحزاب معارضة كـ الاشتراكي الموحد وفيدرالية اليسار، بينما تبنى حزب العدالة والتنمية خطابًا متحفظًا مؤكدًا "شرعية الغضب".
الحكومة حاولت امتصاص الصدمة عبر إقالة مدير مستشفى أكادير، لكن خبراء يؤكدون أن "الشرخ وقع بالفعل"، وأن صوت الشباب لن يسكت بسهولة.
خلاصة
حركة GenZ 212 ليست مجرد احتجاج عابر، بل مؤشر على تحول عميق في وعي الأجيال الجديدة. وبينما يستعد المغرب لاحتضان تظاهرات رياضية كبرى، فإن التحدي الأكبر للحكومة قد يكون ملعب الكرامة والعدالة الاجتماعية.

تعليقات
إرسال تعليق