قد يبدو الجلوس على المرحاض مع هاتفك المحمول لتصفح الأخبار أو الرد على الرسائل عادة غير مؤذية، بل وطريقة لتمضية الوقت. لكن الدراسات الطبية الحديثة تدق ناقوس الخطر، مشيرةً إلى أن الجلوس الطويل على المرحاض قد يزيد من خطر الإصابة بالعديد من المشاكل الصحية الخطيرة.
في هذا المقال، نستعرض أبرز المخاطر الصحية التي قد تسببها هذه العادة الشائعة.
1. زيادة خطر الإصابة بالبواسير (Hemorrhoids)
خلصت دراسة حديثة إلى أن استخدام الهاتف الذكي أثناء قضاء الحاجة يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالبواسير بنسبة 46%. علميًا، لا ينبغي أن تستغرق عملية الإخراج الصحية أكثر من دقيقتين إلى ثلاث دقائق، لكن الدراسة أظهرت أن 37% من المشاركين الذين يستخدمون هواتفهم في الحمام يمكثون لأكثر من خمس دقائق.
البواسير هي أوردة منتفخة ومتورمة تظهر في فتحة الشرج أو حولها، وتحدث نتيجة لزيادة الضغط على الوسائد الشرجية. الجلوس المطول على مقعد المرحاض يزيد هذا الضغط بشكل كبير، تمامًا كالإجهاد أثناء التبرز، مما يؤدي إلى ظهور البواسير المؤلمة. تتراوح أعراضها بين النزيف، والتهيج، والحكة، وعدم الراحة، وقد تتطور إلى مضاعفات مثل فقر الدم أو تجلطات مؤلمة.
2. الشقوق أو التمزقات الشرجية (Anal Fissures)
الجلوس لفترة طويلة جدًا على المرحاض يمكن أن يسبب شقوقًا شرجية، وهي تمزقات صغيرة في بطانة قناة الشرج الرقيقة. يصاحب هذه الشقوق ألم حاد جدًا أثناء التبرز، قد يصفه البعض بأنه يشبه "مرور الزجاج المكسور"، بالإضافة إلى ظهور دم أحمر فاتح. يحدث هذا لأن الجلوس المطول يسبب تجمع الدم في المنطقة، مما يؤدي إلى تمدد البطانة وجعلها أكثر عرضة للتمزق.
3. هبوط أو تدلي المستقيم (Rectal Prolapse)
قد لا يكون البراز هو الشيء الوحيد الذي يخرج من جسمك بعد قضاء وقت طويل في الحمام. الجلوس المطول على المرحاض يزيد من خطر خروج المستقيم من الجسم، وهي حالة تُعرف طبيًا بـ "هبوط المستقيم".
في حالة طبية شهيرة، أمضى رجل ما يصل إلى 30 دقيقة في المرحاض وهو يلعب بهاتفه، ليتفاجأ بخروج حوالي 14 سم من مستقيمه من جسده. يحدث هذا لأن الجلوس لفترات طويلة يرفع الضغط داخل البطن، مما يضعف عضلات قاع الحوض التي تدعم أعضاءنا الداخلية، بما في ذلك المستقيم والرحم لدى النساء.
4. القرح والتقرحات الجلدية (Ulcers and Pressure Sores)
الجلوس على مقعد المرحاض لفترة طويلة، خاصة عند كبار السن، يزيد من خطر ظهور تقرحات الضغط المؤلمة على الجلد الملامس للمقعد. يضغط الجلوس المطول على الأنسجة، مما يقلل من تدفق الدم إليها. هذا النقص في الدورة الدموية يؤدي إلى تراكم السموم وتلف الأنسجة، مما يسبب تمزقها وتكون القرح.
5. فتق الحجاب الحاجز (Hiatal Hernia)
يمكن أن يساهم الجلوس الطويل مع الإجهاد أثناء التبرز في تطور فتق الحجاب الحاجز، خاصة لدى الأشخاص الأكثر عرضة مثل المصابين بالسمنة أو من هم فوق سن الخمسين. يحدث هذا الفتق عندما يندفع جزء من المعدة عبر الفتحة الموجودة في الحجاب الحاجز إلى تجويف الصدر، مسببًا عسر الهضم وألمًا في المعدة والصدر.
6. اعتلال عصب المرحاض (Toilet Neuropathy)
يؤدي الجلوس لفترة طويلة جدًا على المرحاض إلى ضغط الأعصاب والأوعية الدموية الرئيسية في الساقين، مما يقلل من تدفق الدم ويسبب شعورًا بالخدر والتنميل، وهي حالة تُعرف بـ "اعتلال عصب المرحاض". عادةً ما يزول هذا الشعور في غضون دقائق، ولكن في حالات نادرة، يمكن أن يتطور الأمر إلى مشاكل خطيرة مثل الغرغرينا أو تعفن الدم، كما حدث في حالات موثقة لأشخاص غلبهم النعاس على المرحاض.
7. الإغماء (Fainting)
الجلوس الطويل المقترن بالدفع الشديد أثناء الإخراج يمكن أن يؤدي إلى الإغماء، وهي حالة تُعرف بـ "الغشيان الوعائي المبهمي" (vasovagal syncope). يحدث هذا عندما يؤدي الإجهاد المطول إلى تهيج العصب المبهم، الذي يتحكم في معدل ضربات القلب وضغط الدم. قد ينخفض ضغط الدم فجأة عند الوقوف، ويتباطأ معدل ضربات القلب، مما يسبب الدوار والدوخة والإغماء.
الطريقة الصحية لقضاء الحاجة
لتقليل خطر الإصابة بأي من هذه الحالات، اتبع هذه النصائح الصحية:
اترك هاتفك خارج الحمام: الهدف هو قضاء أقل وقت ممكن على المرحاض.
غيّر وضعية الجلوس: تشير الدراسات إلى أن وضعية القرفصاء هي الأفضل لتقليل الإجهاد، ولكن يمكن تحقيق وضعية مشابهة باستخدام مسند صغير للقدمين لرفع الركبتين.
تناول الألياف واشرب الماء: إذا كنت تقضي بانتظام أكثر من خمس دقائق في الحمام، فقد تكون مصابًا بالإمساك. زيادة تناول الألياف الغذائية وشرب كمية كافية من الماء يساعد على تليين البراز وتسهيل عملية الإخراج بشكل صحي.
تعليقات
إرسال تعليق