مقدمة:
شهدت أسعار الذهب تحولات هائلة منذ عام 1970 حتى 2025، حيث ارتفع المعدن النفيس بنسبة 9552% ليقفز من 36 دولاراً للأونصة في بداية السبعينات إلى 3500 دولاراً في عام 2025. هذا التطور التاريخي يجعل الذهب واحداً من أهم أدوات التحوط ضد التضخم وملاذاً آمناً خلال الأزمات الاقتصادية والجيوسياسية.
في هذا المقال سنستعرض المراحل الرئيسية لتطور أسعار الذهب، مع تحليل العوامل الاقتصادية والسياسية التي دفعت بهذا المعدن الثمين إلى الارتفاع المستمر.
طالع أيضا:
تراجع أرباح BYD بنسبة 30% وسط احتدام حرب أسعار السيارات الكهربائية في الصين
أسهم التكنولوجيا الأميركية بين التصحيح والمستقبل: هل مبالغة الذكاء الاصطناعي وراء التراجع؟
ارتفاع أسعار النفط في البورصات العالمية: خام برنت وخام نايمكس يسجلان مكاسب جديدة
المرحلة الأولى: من نظام الذهب إلى الانفجار السعري (1970 – 1980)
-
في عام 1970، كان سعر الذهب ثابتاً تقريباً عند 36 دولاراً للأونصة بسبب ارتباطه بالدولار وفق نظام "بريتون وودز".
-
عام 1971 ألغت الولايات المتحدة هذا الارتباط، لتبدأ أسعار الذهب بالتحرك بحرية.
-
الأزمات النفطية والتضخم الحاد في السبعينات دفعا الذهب إلى الارتفاع السريع حتى وصل إلى 665 دولاراً عام 1980.
المرحلة الثانية: الاستقرار والتراجع (1980 – 1999)
-
بعد صعوده القياسي، شهد الذهب تراجعاً مطولاً ليستقر عند 253 دولاراً عام 1999.
-
السبب يعود لسياسات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ورفع أسعار الفائدة، مما زاد من قوة الدولار وقلل الطلب على الذهب كملاذ آمن.
المرحلة الثالثة: العودة إلى الصعود مع الأزمات (2000 – 2012)
-
بداية الألفية شهدت عودة الطلب على الذهب مع تزايد المخاوف الاقتصادية.
-
أزمة 2008 المالية رفعت الذهب إلى 730 دولاراً ثم واصل صعوده إلى 1825 دولاراً عام 2012.
-
السياسات النقدية التوسعية وضعف الثقة بالأسواق ساعدت على هذا الارتفاع الكبير.
المرحلة الرابعة: التذبذب والبحث عن الاستقرار (2013 – 2019)
-
بعد ذروة 2012، شهد الذهب فترة من التذبذب حيث تراجع إلى 1695 دولاراً عام 2014.
-
تعافي الاقتصاد الأمريكي وارتفاع أسعار الفائدة حدّا من مكاسب الذهب خلال هذه الفترة.
المرحلة الخامسة: الارتفاع مع جائحة كورونا (2020 – 2022)
-
في عام 2020، ومع انتشار فيروس كورونا وتوسع السياسات النقدية، ارتفع الذهب إلى 2000 دولار للأونصة.
-
ازداد الطلب عليه كملاذ آمن في مواجهة التضخم وعدم اليقين العالمي.
المرحلة السادسة: العصر الحالي والقفزة التاريخية (2023 – 2025)
-
ارتفع الذهب إلى 2135 دولاراً في 2023 ثم إلى 2265 دولاراً عام 2024.
-
عام 2025، بلغ الذهب ذروته التاريخية عند 3500 دولاراً للأونصة، مدفوعاً بتراجع الثقة بالدولار، وزيادة مشتريات البنوك المركزية، واستمرار التوترات الجيوسياسية.
الخلاصة
خلال 55 عاماً، أثبت الذهب أنه الملاذ الآمن الأول عالمياً، حيث ارتبطت تحركاته بالعوامل التالية:
-
التضخم وصدمات أسعار النفط.
-
سياسات الاحتياطي الفيدرالي وأسعار الفائدة.
-
الأزمات المالية العالمية.
-
التوترات الجيوسياسية وضعف الثقة بالعملات.
ومع وصوله إلى 3500 دولار للأونصة في 2025، يبقى الذهب أحد أهم أدوات التحوط المالي ووسائل حماية الثروة عبر الزمن.
.png)
تعليقات
إرسال تعليق