ميزات شات جي بي تي الجديدة: قفزة نوعية بتكلفة باهظة

أعلنت شركة OpenAI، الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، عن خططها لطرح مجموعة من الميزات المتقدمة لمستخدمي روبوت الدردشة الشهير "شات جي بي تي" خلال الأسابيع القادمة، لكن هذه القوة الجديدة ستأتي بثمن، وقد يكون باهظًا جدًا.

إعلان سام ألتمان: الحوسبة الفائقة ليست مجانية

في منشور أثار الكثير من التكهنات على منصة "إكس"، كشف سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، أن الميزات القادمة ستكون "كثيفة الاستخدام للحوسبة" (compute-intensive). هذا يعني أنها تتطلب قدرًا هائلاً من الموارد والمعالجة، مما ينعكس مباشرة على تكلفتها النهائية للمستخدم.

وأوضح ألتمان: "نظرًا للتكاليف المرتبطة بها، ستكون بعض الميزات متاحة في البداية لمشتركي Pro فقط، وسيكون لبعض المنتجات الجديدة رسومًا إضافية". يشير هذا التصريح بوضوح إلى تحول استراتيجي حيث تصبح الأدوات الأكثر تطورًا حصرية لمن هم على استعداد لدفع مقابل مادي كبير للحصول على أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

نظرة على باقات الاشتراك الحالية والمستقبلية

لفهم حجم التغيير، من المهم النظر إلى هيكل التسعير الحالي لـ "شات جي بي تي":

• الباقة المجانية: توفر وصولاً محدودًا للنموذج الأساسي.

• باقة Plus (20 دولارًا شهريًا): تمنح المستخدمين أولوية الوصول، واستجابات أسرع، والوصول إلى أحدث النماذج مثل GPT-4، بالإضافة إلى ميزات متقدمة مثل تحليل البيانات وإنشاء الصور.

• الباقات المتقدمة (Team و Enterprise): موجهة للشركات والمؤسسات بأسعار أعلى، وتوفر حدود استخدام أعلى بكثير وميزات أمان وإدارة متقدمة.

الإعلان الجديد يعني أن الميزات القادمة قد تتطلب اشتراكًا في الفئات العليا، وربما دفع رسوم إضافية فوق قيمة الاشتراك الشهري، مما قد يجعل التكلفة النهائية تتجاوز مئات الدولارات شهريًا للمستخدمين الذين يحتاجون إلى هذه القدرات الفائقة.

ما هي الميزات المنتظرة؟

على الرغم من أن ألتمان لم يكشف عن تفاصيل الميزات الجديدة، إلا أن التقارير والتكهنات تشير إلى عدة احتمالات مثيرة:

1. متصفح ويب مدعوم بالذكاء الاصطناعي: ذكرت وكالة "رويترز" أن OpenAI تعمل على تطوير متصفح ويب خاص بها، قد يُحدث ثورة في طريقة تفاعلنا مع الإنترنت من خلال واجهة محادثة ذكية بدلاً من تصفح المواقع التقليدية.

2. قدرات فيديو متقدمة (Sora): قد يتم دمج أداة Sora لتوليد الفيديو من النصوص بشكل أوسع، وهو ما يتطلب قوة حوسبة هائلة.

3. وكلاء الذكاء الاصطناعي (AI Agents): تطوير ميزة "ChatGPT Agent" لتصبح أكثر استقلالية وقدرة على تنفيذ مهام معقدة ومتعددة الخطوات نيابة عن المستخدم.

4. قفزات في النموذج اللغوي (GPT-5): قد تكون هذه الميزات هي أولى ثمار نموذج GPT-5 المرتقب، والذي يُتوقع أن يكون أكثر قوة وذكاءً بشكل كبير.

خاتمة: مستقبل الذكاء الاصطناعي بين الابتكار والتكلفة

يمثل إعلان OpenAI نقطة تحول هامة في عالم الذكاء الاصطناعي. فبينما يستمر الابتكار في التسارع بوتيرة مذهلة، تزداد الفجوة بين ما هو متاح للجميع وما هو متاح فقط للنخبة القادرة على تحمل التكاليف. المستقبل القريب لشات جي بي تي يبدو واعدًا ومليئًا بالإمكانيات الخارقة، لكنه يطرح سؤالاً جوهريًا: هل سيصبح أقوى أشكال الذكاء الاصطناعي أداة فاخرة تقتصر على قلة من المستخدمين؟