الحساسية الشخصية والصحة النفسية: لماذا يكون شديدو الحساسية أكثر عرضة للاكتئاب؟
كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة كوين ماري البريطانية أن الأفراد ذوي الحساسية العالية أكثر عرضة للإصابة باضطرابات نفسية مثل الاكتئاب والقلق، مقارنةً بالأشخاص الأقل حساسية. ومع ذلك، فإنهم في الوقت نفسه الأكثر استفادة من التدخلات النفسية مثل اليقظة الذهنية (Mindfulness) وتقنيات تنظيم المشاعر.
ما هي الحساسية الشخصية؟
تعرف الحساسية الشخصية بأنها سمة تعكس قدرة الفرد على ملاحظة أدق المحفزات البيئية مثل الأضواء الساطعة، الضوضاء، وحتى التغيرات الطفيفة في مزاج الآخرين.
هذه الميزة تجعل الشخص أكثر إدراكًا للتفاصيل، لكنها قد تجعله أيضًا أكثر عرضة للتوتر والاكتئاب والقلق.
وعلى عكس ما تركز عليه معظم الدراسات في جانب العُصاب كعامل مؤثر في الصحة النفسية، تؤكد هذه الأبحاث أن فهم درجة الحساسية قد يلعب دورًا كبيرًا في تشخيص وعلاج الحالات النفسية.
نتائج الدراسة
اعتمد الباحثون على تحليل 33 دراسة نفسية سابقة، وخلصوا إلى النتائج التالية:
-
ارتفاع مستوى الحساسية يرتبط بزيادة احتمالية الإصابة بـ الاكتئاب، القلق، اضطراب ما بعد الصدمة، رهاب الخلاء وبعض سمات اضطراب الشخصية الانطوائية.
-
نحو 31% من عامة الناس يصنفون بأنهم شديدو الحساسية.
-
جودة البيئة المحيطة بالأشخاص شديدي الحساسية تؤثر بشكل مباشر على سلامتهم النفسية.
-
هؤلاء الأشخاص أكثر تجاوبًا مع العلاجات النفسية الإيجابية مثل الاسترخاء واليقظة الذهنية.
لماذا تُعد النتائج مهمة؟
الدراسة تسلط الضوء على أهمية إدماج الحساسية في الممارسات العلاجية، حيث يمكن أن تساعد على:
-
تحسين التشخيص النفسي عبر فهم سمات الشخصية.
-
تصميم برامج علاجية مخصصة تراعي طبيعة الأشخاص شديدي الحساسية.
-
الوقاية من الانتكاسات النفسية عبر الاعتماد على تقنيات مثل التأمل وتمارين التنفس واليقظة الذهنية.
الخلاصة
الأشخاص ذوو الحساسية العالية ليسوا فقط أكثر عرضة للاضطرابات النفسية، بل هم أيضًا الأكثر قابلية للاستفادة من العلاجات النفسية الفعّالة. وبالتالي، فإن فهم هذه السمة يمكن أن يكون مفتاحًا لتحسين الصحة النفسية وجودة الحياة.


تعليقات
إرسال تعليق