القائمة الرئيسية

الصفحات

الإسقاط النجمي: بين الحقيقة العلمية والأسطورة الروحية

 الإسقاط النجمي: بين الحقيقة العلمية والأسطورة الروحية

مقدمة:

يُثير مصطلح "الإسقاط النجمي" فضول الكثيرين، حيث يُزعم أنه تجربة خارقة يغادر فيها الوعي الجسد المادي ويسافر عبر عوالم غير مرئية. فهل هذه الظاهرة حقيقية؟ أم أنها مجرد خداع للدماغ؟ في هذا المقال، نكشف الحقيقة من منظورين مختلفين: العلمي والروحي.


الإسقاط النجمي: بين الحقيقة العلمية والأسطورة الروحية


ما هو الإسقاط النجمي؟

الإسقاط النجمي (Astral Projection) هو تجربة يُعتقد فيها أن الشخص يستطيع أن يترك جسده الفيزيائي مؤقتًا، ويتنقل بوعيه أو "جسمه الأثيري" إلى أماكن أخرى. يشبه هذا المفهوم تجارب الخروج من الجسد (Out of Body Experiences)، ويشيع الحديث عنه في بعض المعتقدات الشرقية، والمدارس الباطنية، وحتى في بعض الأوساط الغربية المعاصرة.

الإسقاط النجمي من منظور علمي:

حتى الآن، لا يوجد دليل علمي يثبت وجود الإسقاط النجمي كظاهرة خارقة للطبيعة. ويرى علماء الأعصاب أن ما يُعرف بالإسقاط النجمي هو تجربة عقلية تحدث في حالات معينة، مثل:

  • شلل النوم (Sleep Paralysis)

  • الأحلام الواعية (Lucid Dreams)

  • نوبات الصرع أو التحفيز الكهربائي للدماغ

  • حالات التخدير أو الصدمة الجسدية والنفسية

أظهرت دراسات التصوير العصبي أن هذه الحالات ترتبط بنشاط في الفص الجداري من الدماغ، المسؤول عن الإحساس بالمكان والزمان والوعي بالجسد.

الإسقاط النجمي من منظور روحي:

في المقابل، ترى بعض الفلسفات الروحية والباطنية أن الإنسان يتكوّن من جسد مادي وآخر "أثيري"، قادر على الانفصال والتنقل بحرية أثناء النوم أو التأمل العميق.

يُعتقد أن هذا الجسم الأثيري يمكنه زيارة أماكن، لقاء أرواح، أو دخول "عوالم أثيرية" أعلى، لا يمكن الوصول إليها عبر الحواس العادية.

ورغم عدم وجود إثبات علمي، إلا أن كثيرين يروون تجاربهم الشخصية ويؤكدون أنها كانت واقعية ومؤثرة.

هل يمكن تعلم الإسقاط النجمي؟

يقدّم بعض الممارسين والمعلّمين طرقًا وتجارب لتحفيز الإسقاط النجمي، منها:

  • الاسترخاء العميق والتأمل

  • التحفيز الذهني قبل النوم (مثلاً ترديد نية الوعي أثناء النوم)

  • الاستماع لترددات صوتية تُعرف بـ Binaural Beats

  • تقنية "حبل الخروج" وهي تخيّل الخروج من الجسد عبر حبل وهمي

لكن يجدر بالذكر أن نتائج هذه الممارسات غير مضمونة، وتختلف من شخص لآخر.

الإسقاط النجمي في الإسلام:

لم يُذكر الإسقاط النجمي بشكل مباشر في النصوص الدينية الإسلامية، لكن بعض المتصوفة والباحثين ربطوه بـ"الرؤى الصادقة" أو "المنامات الروحية". ومع ذلك، تحذر الشريعة الإسلامية من الخوض في المجهول أو الممارسات التي تفتح أبوابًا للوساوس أو الاتصال بكيانات غيبية.

هل الإسقاط النجمي مجرد حلم؟

يشير كثير من الباحثين إلى أن الإسقاط النجمي قد لا ي
كون أكثر من نوع متقدم من الأحلام الواضحة (Lucid Dreaming)، حيث يدرك الشخص أنه يحلم، ويتمكن من توجيه الحلم وشعوره بالانفصال عن الجسد.


الخلاصة:

رغم شعبية الإسقاط النجمي في الأوساط الروحية وعلى الإنترنت، يبقى دون إثبات علمي قاطع. ومن الأرجح أن ما يراه الناس في تلك التجارب هو ناتج عن نشاط ذهني داخلي معقد، وليس سفرًا حقيقيًا خارج الجسد.

سواء كنت تؤمن به أو تعتبره خيالًا، فإن الوعي البشري لا يزال يحمل الكثير من الأسرار التي لم يُكشف عنها بعد.

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق